جبراكة نيوز: كوستي
شهدت مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض انتشارًا واسعًا للكوليرا، حيث سجلت السلطات الصحية بكوستي ما يزيد عن ألف حالة إصابة بالكوليرا بينها حالات وفاة خلال اليومين الماضيين.
وأرجعت مصادر طبية تحدثت لـ”جبراكة نيوز”، أن أسباب تفاقم الوضع الصحي خلال الأيام الماضية كان نتيجة لمياه الشرب الملوثة التي تباع بالعربات المتنقلة والتي تعرف محليًا بـ”الكارو”، بعد أن توقفت الشبكة العامة لامداد المياه، بسبب انقطاع الكهرباء لنحو أسبوع من مدينة كوستي.
يشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي جاء نتجية لهجوم الأحد الماضي، نفذته قوات الدعم السريع بطائرات مسيرة استهدف به محطة أم دباكر الحرارية جنوبي شرق الولاية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن محليتي كوستي وربك، وتسبب في نقص المياه النظيفة.
ولفتت ذات المصادر إلى أن أعداد الإصابات المتزايدة تفوق الطاقة الاستيعابية لمستشفى كوستي، مما أدى إلى تكدسه بالمصابين بشكل كبير، وشكل ضغطًا على الخدمات الصحية، في ظل تزايد الطلب على المزيد من الرعاية الصحية.
وأعرب مواطنون تحدثوا لـ”جبراكة نيوز”، عن قلقهم الشديد من تزايد حالات الإصابات، لا سيما مع النقص الكبير في المياه الصالحة للشرب، مع استمرار انقطاع خدمتي امداد الكهرباء والمياه، وطالبوا الجهات المسؤولة بتوفير حلول عاجلة لتوفير مياه صالحة للشرب في الأحياء، لتجنب مزيد من الإصابات.
ومن جهتها، أطلقت الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة بالولاية حملة تطعيم موسعة في محليتي كوستي وربك، ابتداءً من اليوم الجمعة، حتى 26 فبراير الجاري.
وتعتمد الحملة على استراتيجية المراكز الجوالة والثابتة المؤقتة لتغطية أكبر عدد من المواطنين في المناطق المختلفة.
تهدف الحملة إلى تطعيم كافة فئات المجتمع من الذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم من سنة وما فوق، مع استثناء الأطفال دون سن العام.
وإلى ذلك، وجهت السلطات بالولاية أغلاق جميع المدارس الحكومية والخاصة في مدينة كوستي لمدة أسبوع واحد بالتزامن مع إطلاق حملة التطعيم.
ومن جانبها، قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان الخميس، إن انتشار الكوليرا يمثل تحديًا إضافيًا للأزمة الصحية في السودان، في ظل نظام صحي منهك يكافح بالفعل لمواجهة ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، وتزايد أعداد جرحى الحرب، والتفشي المستمر لأمراض يمكن الوقاية منها.
وناشدت اللجنة، المنظمات الدولية العاملة في مجال الصحة، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر، وأطباء بلا حدود، وغيرها، بالتدخل العاجل لدعم جهود وزارة الصحة والجهود الشعبية، حتى تتم السيطرة على الوباء في ولاية النيل الأبيض قبل أن ينتشر إلى ولايات أخرى.
أحدث التعليقات