جبراكة نيوز: الخرطوم

تشهد منطقة جنوب الحزام بولاية الخرطوم أزمة صحية متفاقمة بعد خروج المستشفى الوحيد في المنطقة عن الخدمة، مما زاد من معاناة السكان، خاصة مع إغلاق أكثر من 5 عيادات خلال الأسبوعين الماضيين بعد تعرضها لعمليات سرقة شملت الأجهزة والمعدات الطبية.

وقالت غرفة طوارئ جنوب الحزام في تقرير حول الأوضاع بالمنطقة إن أكثر من عشرة أطباء اضطروا إلى المغادرة بعد تعرضهم لمضايقات ونهب ممتلكاتهم من قبل أفراد قوات الدعم السريع.

ولفت تقرير الغرفة اليوم الأربعاء، اطلعت عليه “جبراكة نيوز”، إلى أنه في ظل الانعدام التام للأدوية الأساسية، مثل الأنسولين وأدوية الضغط، يواجه المرضى المصابون بأمراض مزمنة خطرًا حقيقيًا يهدد حياتهم، مناشدين الأطراف المتنازعة بفتح ممرات آمنة تتيح دخول المساعدات الإنسانية لإنقاذ الوضع الصحي المتردي.

ونوه تقرير غرفة الطوارئ بأن المنطقة تعيش حالة من الانفلات الأمني المستمر، حيث تتعرض أحياء مثل القطاطي (آخر محطة) بمنطقة مايو لانتهاكات جسيمة من قبل قوات الدعم السريع، تشمل اقتحام المنازل عنوة بغرض النهب، بالإضافة إلى ممارسة العنف الجسدي واللفظي ضد السكان، واُعتقل أكثر من عشرة شبان بعد اقتيادهم إلى وجهات غير معلومة.

وأشار التقرير إلى أن التصعيد الأمني جاء بعد العثور على جثمان أحد أفراد الدعم السريع في المنطقة صباح الاثنين الماضي، مما أدى إلى أعمال انتقامية طالت السكان المحليين.

ولفتت تقرير غرفة الطوارئ إلى أن منطقة عد حسين، مربع 3 و1، يتم تهجير الأسر قسريًا تحت تهديد السلاح، حيث يجبرون على مغادرة منازلهم قبل تعرض ممتلكاتهم للنهب.

وتابع: “ووفقًا لعضو في غرفة طوارئ جنوب الحزام، فقد تلقى تهديدات بالقتل في حال رفضه مغادرة منزله”.

وذكر التقرير أن العديد من وسائل النقل الداخلي توقفت، بما في ذلك الركشات، نتيجة تعرض عدد كبير من السائقين لعمليات نهب من قبل مسلحين.

ومع تزايد هذه الاعتداءات، اضطر السكان إلى الاعتماد على عربات الكارو والحمير كوسائل بديلة للتنقل داخل المنطقة.

وأوضحت غرفة الطوارئ أن هذه الأوضاع تعكس حجم المعاناة التي يعيشها سكان جنوب الحزام، مما يستوجب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لتأمين الاحتياجات الأساسية، وضمان الحماية والأمن للسكان.

وتسيطر على منطقة جنوب الحزاب الواقعة جنوبي العاصمة الخرطرم قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى للحرب مع هذه القوات والجيش السوداني التي اندلعت في منتصف أبريل 2023.

وعانى سكان المنطقة خلال الأشهر الماضية من صعوبة في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية، مما فاقم من الأوضاع الإنسانية وانتشرت الأمراض الفتاكة بما في ذلك المتعلقة بسوء التغذية والجوع، فصلًا عن تكرار تعرضهم لآثار العمليات العسكرية التي أسفرت عن مقتل عشرات الضحايا من المدنيين، وفقًا لما تنقله المراصد الحقوقية وغرف الطوارئ.