جبراكة نيوز: الخرطوم

تشهد منطقة جنوب الحزام بولاية الخرطوم أوضاعًا إنسانية متدهورة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم. ويواجه السكان أزمة صحية خانقة، إلى جانب إنفلات أمني خطير وتدهور حاد في سبل العيش. هذه الظروف تستدعي تدخلًا عاجلًا لإنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المواطنين.

وأفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام بأن الرعاية الصحية أصبحت شبه معدومة بعد خروج المستشفى الوحيد عن الخدمة وإغلاق معظم العيادات بسبب عمليات النهب والتخريب، مما حرم آلاف المرضى من تلقي العلاج اللازم.

وأشارت الغرفة في بيان الاثنين اطلعت عليه “جبراكة نيوز”، إلى أن النقص الحاد في الأدوية الأساسية، مثل الأنسولين وأدوية الضغط، أدى إلى تعريض حياة المصابين بالأمراض المزمنة لخطر حقيقي، مما اضطر بعض المواطنين إلى اللجوء لاستخدام الأعشاب مثل “العرديب” و”القرض” كبدائل علاجية.

ومع غياب الرقابة، انتشرت تجارة الأدوية في السوق السوداء بأسعار باهظة، مما جعل الحصول على العلاج مستحيلًا لمن لا يملك المال.

ولفت بيان غرفة الطوارئ إلى أن المنطقة تعاني من انفلات أمني مستمر، حيث تتكرر عمليات النهب والاعتقالات التعسفية وتهجير الأسر قسراً تحت تهديد السلاح، مما زاد من تدهور الأوضاع المعيشية.

وأفاد البيان بأنه على الرغم من التحسن الطفيف في توفر بعض السلع، إلا أن إرتفاع الأسعار وتوقف بعض المطابخ الخيرية التي كانت تقدم وجبات مجانية زاد من معاناة السكان.

ومع ذلك، تواصل بعض التكايات تقديم المساعدات رغم شح الموارد وغياب الدعم اللازم.

وناشدت غرفة الطوارئ جنوب الحزام جميع المنظمات الإنسانية والجهات الفاعلة بالتدخل الفوري لإيصال المساعدات الطبية والغذائية.

كما الغرفة وطالبت الجهات المختصة بفتح ممرات آمنة لضمان وصول الإغاثة العاجلة وإنقاذ حياة المدنيين المحاصرين في ظروف قاسية.

وعانت منطقة جنوب الحزام بمحلية الخرطوم منذ أشهر عديدة، من تفشي الأمراض ونقص الغذاء.

وهذا بجانب نقص الرعاية الصحية الأولية مما تسبب في تفشي أمراض مثل الملاريا التايفويد والكوليرا، وسوء التغذية خاصة وسط الأطفال، وفق ما أعلنت عدد من غرف الطوارئ.

وفي ديسمبر من العام الماضي وصلت أول وآخر قافلة مساعدات إنسانية إلى جنوب الحزام بولاية الخرطوم، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منصف أبريل 2023.