السبت, أبريل 19, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: معسكر زمزم... الهاربون من الحرب على حافة الموت

تقرير: معسكر زمزم… الهاربون من الحرب على حافة الموت

جبراكة نيوز: تقرير- أمل يحيى

قتل مئات المدنيين في هجوم شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، وهو المعسكر الذي يبعد نحو 15 كيلومترًا جنوب غربي مدينة الفاشر.

ويعد المخيم مأوى للنازحين الفارين من حرب عام 2003، القادمون من جنوب دارفور وشرق جبل مرة آنذاك. وبعد اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، تدفق عدد كبير من النازحين إلى معسكر زمزم من مختلف ولايات دارفور.

واصلت قوات الدعم السريع ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق سكان المعسكر. فقد هاجمت القوات المعسكر على مدى ثلاثة أيام (11، 12، 13 أبريل 2025)، وقتلت النساء والأطفال والمدنيين، وحتى الأطباء العاملين هناك تم قتلهم بوحشية مروّعة.

 وحسب منظمات أممية وصفت ما تمارسه هذه القوات بأنه انتهاك صارخ لحقوق الإنسان في معسكر زمزم.

وقالت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن قوات الدعم السريع منعت الشباب من مغادرة مخيم زمزم بعد سيطرتها عليه، فيما جُرد الفارون من جميع ممتلكاتهم.

واستخدمت الدعم السريع القصف المدفعي والطائرات المسيرة والهجوم البري، من أجل السيطرة على زمزم بغرض تضييق الخناق على الفاشر التي تحاصرها منذ قرابة العام، مما أدى إلى شح شديد في الغذاء والمياه والاحتياجات في المدينة.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي يومي الجمعة والسبت، فيديوهات وصورًا تظهر قوات الدعم السريع وهي توثق عمليات قتل المدنيين، وأشخاصًا مفترشين الأرض بعد تعذيبهم، وآخرين تم تصفيتهم، بينما فرّت النساء خوفًا من الاغتصاب والموت. ما يحدث الآن في زمزم هو إبادة جماعية بحق المدنيين.

 إعدام الأطباء

نفذت قوات الدعم السريع يوم 12 أبريل الجاري إعدامات ميدانية بحق 9 من العاملين في منظمة الإغاثة الدولية “ريليف” التي تقدم المساعدات الإنسانية للنازحين في معسكر زمزم. قبل أن تقصف المخيم بأنواع متعددة من الأسلحة.

وقال المواطن محمد، من مدينة الفاشر: “إن التدوين، الحصار، القتل، السحل، التنكيل، الحرق، قتل الأطباء، أطفال الخلاوي، الشيوخ والنساء، هذه ليست حرب، ولا تمت لأخلاقيات الحروب بصلة. مؤكدًا ان الممارسات الغرض منها إذلال وتركيع أهلنا.

وأضاف في إفادة لـ”جبراكة نيوز”: “لكن هيهات لن تنالوا، والله لو بقي آخر فرد فينا، ما حتقدروا تركعونا”. وذكر ان “الدعم السريع وحلفائها قالوا إنهم يملكون كل الأسباب والقوة لتركيع وإذلال أي شعب وأي مدينة لكن أهل الفاشر، وزمزم، وأم كدادة، وأبشوك ما قدروا عليهم. استخدموا كل الوسائل، ولسه صامدين، وسنظل للأبد”.

وفي السياق ذاته، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، “رغم المناشدات الدولية بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية، شنت مليشيا الدعم السريع هجومًا جديدًا على معسكر زمزم، مما فاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق. هذا التصرف الإجرامي يعكس نية الميليشيا في استهداف المدنيين بحرمانهم من الغذاء والدواء”.

قتل النساء

وذكر شاهد عيان أن القوات قامت بربط 15 امرأة بـ”التياب” وبعد تعذيبهن تم حرقهن بالكامل في حي “أم هشاب”. ولا تزال جثث الموتى، ومعظمهم من النساء والأطفال، ملقاة في الشوارع.

بينما كشف المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين آدم رجال، الأربعاء، عن وفيات وسط الفارين من مخيم زمزم قرب الفاشر إلى طويلة بولاية شمال دارفور.

ونزح 400 ألف نازح مرة أخرى من مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلو مترًا جنوب غرب الفاشر، عقب اجتياح الدعم السريع وسيطرته على المعسكر بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات.

وقال رجال، في بيان إن “93 ألفًا من مخيم زمزم وصلوا إلى طويلة أمس الثلاثاء، في ظروف إنسانية حرجة طوال الطريق، حيث أدى شح المياه والغذاء إلى وفيات بسبب الجوع والعطش والمرض والصدمات النفسية”.

وأشار إلى أن النازحين في طويلة، التي تبعد نحو 60 كيلو مترًا من مخيم زمزم، بحاجة إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحية، حيث إن الوضع في المنطقة يفوق قدرة المجتمع المحلي والمنظمات.

وأوضح رجال أن 279 ألف نازح وصلوا إلى طويلة خلال أسبوعين، بعد فرارهم من الفاشر ومخيمات زمزم وأبو شوك وأبوجا ومناطق أخرى حول الفاشر، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن محاولات بعض الجهات وصف معسكر زمزم بـ(المعسكر الحربي) ليست إلا دعاية رخيصة لتبرير جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الدعم السريع. الحقيقة أن زمزم معروف دوليًا كمخيم للنازحين، وقد وثقته منظمات أممية كموقع يأوي آلاف الفارين من مناطق النزاع في دارفور.

وأكدت التنسيقية أن ما يجري في زمزم ليس استثناء، بل امتداد لنهج الإبادة. وأضافت أن التشكيك في مدنية هذه المواقع هو أسلوب خطير يهدف إلى تطبيع الجرائم، كما حدث سابقًا في رواندا والبوسنة. لا توجد أي تقارير محايدة تصف زمزم بأنه معسكر حربي، بل على العكس، تؤكد صور الأقمار الصناعية وشهادات العيان أنه مخيم مكتظ بالنساء والأطفال.

بدورها أعلنت القوات المسلحة السودانية، الأربعاء، “تنفيذ ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات قوات الدعم السريع شمال شرق الفاشر، مما أسفر عن مقتل أعداد كبيرة وحرق وتدمير أكثر من خمس مركبات قتالية بالكامل”.

وقالت القوات السودانية، في بيان لها، إنها تمكنت من “القضاء على عدد من القناصة في محيط جنوب شرق المدينة.

بالإضافة إلى تدمير مدفع ثقيل كان متمركزاً بجبال أبوجا يستخدم لقصف المدنيين”، متهمة قوات الدعم السريع “باستهداف المدنيين العزل بالأحياء السكنية باستخدام المدفعية والمسيّرات مما أدى إلى مقتل 15 مواطناً وإصابة 20 آخرين، أغلبهم من النساء والأطفال”.

وأشاد البيان، “بـ المواطنين السودانيين في المدينة الذين لم تنطل عليهم الدعوات المسمومة المبثوثة من غرف الدعم السريع بخروجهم من المدينة بحجة الحفاظ على سلامتهم، بينما الهدف الحقيقي تعريضهم للخطر باستهداف النازحين العزل”.

مقتل الأطفال

من جهتها أكدت منظمة إنقاذ الطفولة وصول آلاف الأسر إلى طويلة دون طعام أو مياه سيرًا على الأقدام، هربًا من الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك.

وقالت إن العديد من الوافدين الجدد، بما في ذلك آلاف الأطفال، يعانون من سوء التغذية الحاد، حيث عاش النازحون في مخيم زمزم قرابة 8 أشهر في ظروف أشبه بالمجاعة مع حصار شل إمدادات الغذاء.

وذكرت المنظمة أن موظفيها في طويلة نقلوا عن الوافدين الجدد أنهم شهدوا أو تعرضوا لعنف جسدي مروع، كما انفصل بعض الأطفال عن والديهم.

وتقيم آلاف الأسر في طويلة في مساحات مفتوحة وتحت ظلال الأشجار وفي مدارس ومراكز إيواء مكتظة.

وقالت إنقاذ الطفولة إن الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك أدت إلى مقتل أكثر من 300 شخص بينهم أكثر من 20 طفلًا.

ومنذ أبريل 2024، فرضت قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، وكذلك على معسكر زمزم، مما فاقم المعاناة الإنسانية بشكل كبير.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات