أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة النهود. الصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. بواسطة اكسبرس اللبية، مايو 03, 2025
جبراكة نيوز: غرب كردفان
سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة النهود بولاية غرب كردفان يوم الخميس 2 مايو 2025. وذلك عقب انسحاب الجيش السوداني منها التي تضم مقر اللواء 18 مشاة، وسط أنباء عن ارتكابها انتهاكات واسعة بحق السكان المدنيين.
ووفقًا لمصادر محلية، أسفرت العملية عن مقتل المئات من المدنيين، في حين قام الدعم السريع بنهب ممتلكات خاصة وعامة، واحتجاز العشرات من سكان المدينة بتهم تتعلق بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد وتيرة النزاع المسلح في السودان، وسط مخاوف متزايدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق المتأثرة بالقتال.
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، في بيان اطلعت عليه “جبراكة نيوز” إن قوات الدعم السريع قامت بتصفية أكثر من 300 مواطن بالمدينة بينهم اطفال ونساء. ووصفت اللجنة ما جرى بأنه “واحدة من أبشع الجرائم التي تشهدها البلاد منذ اندلاع النزاع”.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد القتال في عدة مناطق من السودان. وياتى هذا وسط تحذيرات متكررة من “منظمات“ حقوقية وإنسانية بشأن الانتهاكات ضد المدنيين، وتدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق المتأثرة بالصراع.
أوضاعًا مأساوية
وفي بيان سابق، أفادت غرف طوارئ جنوب كردفان بأن مدينة النهود تأوي أكثر من 45 ألف نازح، إلى جانب سكانها الأصليين، محذرة من أوضاع إنسانية مأساوية تزداد سوءًا مع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية.
ومن جهتها، قالت مجموعة محامو الطوارئ، إن الدعم السريع نفذ اقتحامات واسعة لمنازل المدنيين، واعتقل العشرات من الشباب وتصفية أكثر من 27 مدنيًا بذريعة تعاونهم مع الجيش.
من جهتها، لفتت “محامو الطوارئ” إلى أن الانتهاكات ترافقت مع عمليات نهب منظم للممتلكات الخاصة والعامة. ووكذلك اقتحام السجن الرئيسي وإطلاق سراح السجناء، مما أدى إلى تفشي الفوضى وانهيار النظام العام داخل المدينة.
ودعت إلى ملاحقة المسؤولين قضائيًا، مطالبين بفرض عقوبات صارمة تضع حدًا لحالة الإفلات من العقاب وتدفع نحو تحقيق العدالة.
أهمية مدينة النهود
وتعد مدينة النهود بولاية غرب كردفان مركزًا تجاريًا واقتصاديًا هامًا وتشتهر بإنتاج الصمغ والفول السوداني والماشية. وذلك بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي الرابط لإقليم دارفور غربي البلاد السودان.
السودان يدخل عامه الثالث من الحرب والنزوح
دخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامها الثالث، منذ اندلاعها في الخرطوم في 15 أبريل 2023، قبل أن تمتد نيرانها إلى مختلف مدن البلاد.
وخلف هذا الصراع، الذي يُعد الأوسع في تاريخ السودان، واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية عالميًا. حيث قُتل عشرات الآلاف من المدنيين، ونزح الملايين من منازلهم، وتعرض السكان لمستويات غير مسبوقة من المعاناة.
أحدث التعليقات