جُبراكة نيوز- فريق التحرير

في شهادة جديدة على تدهور الوضع الإنساني والانتهاكات التي ظلت ترتكب بحق المدنيين. كشف تقرير صادر عن لجنة لنقابة أطباء السودان، تفاصيل مروّعة لانتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الدعم السريع.

وذلك في مراكز احتجاز تابعة لها بولاية الخرطوم، إبان سيطرتها على العاصمة حتى أواخر مارس 2025.

ويستند التقرير إلى شهادات ناجين ومصادر ميدانية، ويوثق لوجود أكثر من 39 مركز احتجاز، مع ترجيح بتجاوز العدد للمئة.

وقد جرى فيها احتجاز آلاف المدنيين، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم السادسة ونساء وكبار سن.

مراكز للموت والاختفاء القسري
تحولت الخرطوم إلى “مدينة معتقلة”، هكذا وصف التقرير عاصمة البلاد. حيث استخدمت قوات الدعم السريع منشآت مدنية كالمنازل والمدارس والمساجد لربط المعتقلين.

وحدث ذلك في ظروف وصفها التقرير بأنها “ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.

وأورد التقرير أن المعتقلين تعرضوا لتعذيب ممنهج يشمل الضرب بأعقاب البنادق والصعق بالكهرباء. فضلًا عن الإهانات الجنسية والنفسية، والحرمان من الغذاء والرعاية الطبية.

كما  وثّق لحالات وفاة تحت التعذيب، وإعدامات ودفن جماعي للجثث في مواقع سرية، أبرزها في محيط مقر الدعم السريع بشارع عبيد ختم.

سوبا.. محطة الموت البطيء
أفرد التقرير مساحة خاصة لسجن سوبا، واصفًا إياه بـ”المحطة الأخيرة للمعتقلين”، حيث فاق عدد المحتجزين فيه ستة آلاف شخص.

يعيش المحتجزين في اكتظاظ شديد وتجويع ممنهج. ووفق التقرير، فم يتعدّ نصيب الفرد من الطعام أكثر  من نصف كوب من الأرز يوميًا، ما تسبب في تفشي أمراض وسوء تغذية كانت تودي بحياة العشرات يوميًا.

وبحسب التقرير، فإن الوحدة الطبية الوحيدة كانت تفتقر للكوادر والمعدات، فيما تُرك المرضى ليموتوا في العراء تحت الشمس، دون علاج.

وفي أعقاب استعادة الجيش السيطرة على سجن سوبا، تداول السودانيون الشهر الماضي وثائق خاصة بقوات الدعم السريع، تظهر أسماء المئات من المعتقلين الذين تم تقييد وفاتهم في سجلات الدعم السريع.

انتهاكات تتخطى الجدران
لم تتوقف الجرائم عند حدود التعذيب والقتل، بل شملت التجنيد الإجباري للأطفال، والعنف الجنسي بحق نساء وفتيات، والتمييز العرقي في المعاملة، فقد أُجبر معتقلون على العمل القسري في ظروف خطرة، بينها نقل الأسلحة ودفن الجثث.

ووجهت اللجنة التمهيدية للنقابة دعوة للمجتمع الدولي، على رأسه الأمم المتحدة والصليب الأحمر، للتدخل العاجل عبر إرسال فرق مراقبة طبية وحقوقية.

والكشف عن المقابر الجماعية، والإفراج عن المحتجزين، وفتح تحقيق دولي لمحاسبة الجناة وضمان عدم الإفلات من العقاب.

يذكر أن عددا من المنظمات والأجسام المحلية والدولية، وثّقت لانتهاكات واسعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في كل المناطق التي سيطرت عليها أثناء عامي الحرب.

بما في ذلك جرائم وصفتها الأمم المتحدة بأنها قد ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك تقرير صدر هذا الأسبوع عن منظمة العفو الدولية، يوثق لانتهاكات جنسية وعنف موجه ضد النساء مارسته الدعم السريع تجاه نساء السودان.