السبت, مارس 15, 2025
الرئيسيةاخبار السوداناقليم دارفورحجاج الفاشر يخوضون مشاق رحلة عمرها مائة عام

حجاج الفاشر يخوضون مشاق رحلة عمرها مائة عام

جبراكة نيوز: مكة المكرمة

واجه حجاج مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مشاقا جمة في رحلتهم صوب المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج هذا العام، جراء الحرب المشتعلة في البلاد منذ أكثر من عام.

ووفقا لصحيفة “اندبندت عربية”، فإن رحلة حجاج الفاشر من السودان إلى الأرضي المقدسة في السعودية استغرقت ستة أيام ليلاً ونهاراً، واجهوا خلالها وعثاء السفر وكآبة المنظر، وتبدلت ملامحهم من أثر الغبار والتعب.

رحلة العذاب

ونقلا عن “اندبندنت عربية” يروي حجاج الفاشر حكاية رحلة العذاب التي بدأت منذ وقت مبكر، إذ تسمح لهم الفرصة بالسفر جواً، فقرروا قصد البحر، لكن قبل ذلك كان لا بد لهم أن ينتقلوا من الفاشر غرب السودان إلى ميناء سواكن شرقي البلاد ثم عبر البحر إلى ميناء جدة.

وكانت خطة الرحلة أن تسلك قافلة الحجاج طريق “الإنقاذ الغربي” وهو الشريان الرئيس الذي يربط مدينة الفاشر بالعاصمة الخرطوم عبر الباصات، لكن في اليوم السابق لموعد الرحلة منعت قوات “الدعم السريع” دخول تلك الباصات إلى المدينة لنقل الحجاج إلى ميناء سواكن، فما كان أمامهم سوى اختيار الطريق الصعب.

وفي الأول من يونيو الجاري صعد 143 شخصاً من رجال ونساء وأطفال على متن شاحنة مكشوفة عبروا بها الصحراء متجهين إلى مدينة “الدبة” شمال السودان تحت أشعة الشمس الحارقة والرياح العاتية المحملة بالأتربة والرمال، وكل منهم يحمل في قلبه أمنية واحدة وهي الوصول إلى المشاعر المقدسة.

وخلال الرحلة الشاقة من أقصى الغرب إلى أقصى الشمال، توفي حاج يتجاوز عمره 70 سنة على مشارف مدينة الدبة ودفن فيها، وكانت هي محطة استراحة الحجاج لمدة ثلاثة أيام.

بعد ذلك جمع الحجاج – وفقا لـ”اندبندنت عربية” – أمتعتهم مرة أخرى وانطلقوا من الدبة عبر باصات باتجاه ميناء سواكن إذ صعدوا على متن عبارة في رحلة بحرية استغرقت نحو 14 ساعة حتى وصلوا إلى ميناء مدينة جدة غرب السعودية، إذ وجدوا حفاوة استقبال قالوا إنها أنستهم مشقة السفر وبدأوا استعداداتهم لأداء مناسك الحج.

سيطرة الدعم السريع

قال الحاج محمد أحمد وهو اسم مستعار اختاره خوفاً من الاغتيالات أو الاعتقال إنه “بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على الطرق الرئيسة لمدينة الفاشر سلكنا الطريق الوعر، وكانت رحلة قاسية ذكرتنا بالأعوام السالفة إذ قطعنا فيها الصحراء والبحر، وكنا نسير ليلاً ونهاراً وعشنا من خلالها لحظات كأننا نعيش قبل 100 عام، وعلى رغم ذلك تحملنا مشقة السفر والمسافة الطويلة إذ كانت غايتنا الوصول إلى مكة وأداء مناسك الحج”.

بينما ذكر الحاج منصور نور الدايم أن “الرحلة شاقة ومتعبة إذ الشمس فيها لا ترحم لكنها في سبيل الحج وأداء المناسك تهون، وعلى الإنسان أن يجتهد في العبادات فكان لا بد أن نقدم تضحية بشيء من طاقتنا، ولكن انزاح ذلك التعب عندما وصلنا إلى المشاعر المقدسة ولا أفكر في طريق العودة، على رغم أنه قد يكون ذات المسار”، وهي الصعوبات التي قال إن إجهادها جعل حاجاً آخر ضمن المجموعة يلقى حتفه بعد أن وصل السعودية، إذ لم يتحمل عناء الطريق، فوصل في آخر رمق، ولم تفلح الجهود السعودية الطبية المكثفة في إنقاذه.

خدمة الحاج شرف

وتحدث حجاج الفاشر عن مشاعرهم عندما وصلوا إلى ميناء جدة فقال الحاج حسن الطيب “كنا في غاية كبيرة من السعادة عندما وصلنا إلى ميناء جدة إذ وجدنا الاحتفاء والترحيب وكرم الضيافة، ونشكر السعودية حكومة وشعباً… فما كادنا نصدق أنفسنا أننا وصلنا، فعندما رأيت الكعبة انهالت دموعي فرحاً”.

فيما ثمن الحاج كمال عبدالقادر مواقف السعودية في إيجاد حلول للقضية السودانية وقال “نشكر السعودية ومواقفها وجهودها في إيجاد حل للقضية التي أنهكت الشعب السوداني الذي يعاني صراعات دفعت الناس إلى التشرد والنزوح إلى دول الجوار بعد أن ضاقت بهم الحال في السودان، وعسى أن تسهم دعوات الحجاج في رفع البلاء عن السودان وأن تعيد الأمن والأمان وأن تجمع كلمتهم وتزيل الفرقة”.

محمل دارفور

يرتبط حجاج السودان عموماً ودارفور بخاصة التي تعد الفاشر عاصمة إقليمها، بعلاقة استثنائية مع الحج ومناسكه، إذ كان سلاطين الإقليم العريق قبل قرون يرسلون هداياه مع الحجاج إلى البيت الحرام، في إطار وفد “محمل دارفور”، الذي كان إلى جانب المصري والشامي من بين المحامل ذائعة الصيت، قبل أن تزدهر عمارة الحرمين وكسوة الكعبة المشرفة في العهد السعودي.

حجاج الفاشر، مكة المكرمة، حرب السودان، الدعم السريع

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات