جبراكة نيوز: فريق التحرير
تشهد مستشفيات مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ترديًا في الأوضاع الصحية في كافة القطاعات والأقسام ونقصا حادا في المعينات الطبية والأدوية العلاجية المنقذة للحياة.
ويعاني العشرات من مرضى الفشل الكلوي في في مدينة نيالا، وبقية أنحاء الولاية، من سوء تقديم خدمات الغسيل لعدم توفر المحاليل الوريدية، وقلة المراكز العلاجية المختصة، ما أدى إلى وفاة أكثر من 60 مريضًا حسب إفادة الكوادر الطبية بنيالا.
وبحسب الكوادر الطبية التي تحدثت لـ”جبراكة نيوز” فإن بعض المرضى توقفوا عن تعاطي الغسيل الكلوي لعجزهم عن ي شراء أدوية “الهيبارين والست”، ليتركوا في مواجهة مصيرهم المحتوم “الموت”.
يوجد في مدينة نيالا مركزين فقط للغسيل الكلوي أحدهما في المستشفى التخصصي، والآخر بالمستشفى التركي. وتعاني الكوادر الطبية بالمركزين إضافة إلى المرضى من النقص الحاد في الأدوية العلاجية وتردي بيئة العمل إلى جانب غياب الدعم الحكومي والطوعي.
قالت معالجة طبية في أحد المركزين لـ”لجبراكة نيوز” –فضلت حجب اسمها – “في الحقيقة إن في ولاية جنوب دارفور – رغم حجمها الكبير – مركز غسيل واحد ونسبة لعدد المرضى الكبير والتكدس تم تقسيم المركز لاثنين “المستشفى التخصصي والمستشفى التركي”، ويعاني المركزان من شح وانعدام معدات الغسيل والمحاليل والأدوية المنقذة للحياة”.
مواجهة الموت
وذكرت المعالجة الطبية أن العاملين يواجهون ظروفًا مالية سيئة ومع ذلك فهم يتطوعون من أجل المرضى، ولا يتلقون دعمًا إلا في بعض الأوقات، إذ يتم صرف حافز لا يتعدى الـ”20″ ألف جنيه.
وتقول: “تم تقليص عدد الساعات من أربع إلى ساعتين. وبرغم انعدام المحاليل الوريدية والحقن والأدوية المنقذة للحياة والأوكسجين نمارس العمل لإنقاذ أكبر عدد من المرضى وهناك من يئس من الحياة وفضل مواجهة خطر الموت”.
وكشفت المعالجة الطبية عن توقف عدد من المرضى عن ممارسة الغسيل الدوري بسبب عدم المقدرة المالية لشراء المحاليل والأدوية، ما أدى إلى وفاة أكثر من “60” مريضًا.
وأكدت أن المريض أصبح يتحمل كافة نفقاته العلاجية وعليه أن يشتري الوصلة في كل زيارة غسيل رغم إن هذا الأمر سابقا كان ممنوعا، لكنه الآن أصبح تجاريا، مضيفة أن الحصول على المعنيات يكون بعد معاناة شديدة ففي كل جلسة المريض يحتاج لأكثر من “50” ألف جنيه. وتابعت: “نتألم لحال المرضى لكننا لا نملك شيئا بيدنا”.
من جانبة يقول عصام عبدالرحمن، عضو جمعية مرضى الفشل الكلوي، إن المحاليل على قلتها وبعد أن صل إلينا عدد 2 كرتونة تم تقسيمها لمركزي الغسيل إلا أنها بيعت بالمستشفى التخصصي بقيمة “22” ألف جنيه.
وأشار عصام إلى أن تزايد حالات الوفاة بين المرضى. مضيفا أن مما زاد من حجم المعاناة خروج الأطباء الأتراك من الولاية، الشيء الذي تسبب في انعدام الرعاية الصحية التي كانوا يتلقونها في السابق.
ويقول إن المستشفى التركي رغم النقص في الخدمات إلا إنه أفضل حالًا في توفير المحاليل بعكس التخصصي فهناك كل المحاليل يتم ببيعها المريض.
تعطل الماكينات
وأكد عصام أن الماكينات أصبحت كتيرة الأعطال ويتم معاينتها من قبل مهندسين غير مؤهلين. ولفت إلى أن المرضى في المستشفى التخصصي يشترون الوقود رغم أن المريض في السابق لا يشتري غير حبوب “الالفا والكالسيوم والفولك اسد” وهذه تأتي عبر التأمين الصحي برسوم رمزية والآن أصبحت غير متوفرة إلا في السوق السوداء ونادرة.
ويقول إن وقود تشغيل المولد الكهربائي يطلب من المرضى دفعه “بالمساهمات” ويتم ذلك حسب عدد المرضى الذين جاءوا للغسيل في بعض الأحيان تصل إلى “10” أو “15” ألف جنيه للمريض الواحد.
وكشف عصام أن طريقة سحب الماء تعد مشكلة كبيرة للمرضى وقال إنها سبب رحيل عدد منهم في ظل غياب الكوادر الطبية المختصة.
بعد مرور أكثر من عام على حرب الخامس عشر من أبريل 2023 يواجه نحو 8 آلاف مريض بالفشل الكلوي – وفقا لبيانات وزارة الصحة الرسمية – ظروفا مرضية قاسية، إذ أن أغلب مراكز غسيل الكلي في المناطق المشتعلة بالنيران توقفت عن العمل، أما تلك التي في المناطق الآمنة فتعاني بدورها من شح المعينات الطبية وقلة الكادر الطبي المؤهل.
أحدث التعليقات